أتيت باكراً هذه المرة وانتقيت مكاناً في الصف الثالث في أقصى اليمين تحت أحد المراوح
وكان معدل الرطوبة جيداً ورائحة الجو منعشة تعبق بنسيم ليلي
ففي هذا الوقت من الليل يكون الاكتظاظ في أدنى درجاته وتستطيع أن تختار المكان الذي تريد
أصبحت صلاة التهجد في المسجد رفاهية مطلقة بالنسبة لي مقارنة بالتراويح
فالمكان هادئ و نسمات الليل الباردة تحمل معها الكثير من الانتعاش
اتخذت مكاني بين الجموع وشرعت بتكبيرة الإحرام خلف الإمام
كانت الآيات تصدح بصدىً بين جدران المسجد مما يجعلك تستشعر الحروف والكلمات
وصلنا مع الإمام للركعة الأخيرة والدموع تنسكب عبرات دافئة مليئة بالإثم والذنب
لتغسل معها بقايا آثام روحنا المتعبة
وبعد دعاء طويل في الركوع سجد الإمام وسجدنا منهكين بعد ليل طويل ودعاء هز ضمائرنا
أخذت أدعو في السجود .. اللهم ارحمنا إذا وارونا التراب وغاب عنا الأحباب
لك أي .. ولي شو سكرو علينا القبر!
لك بدي طالع راسي ماعاد عم يطلع معي .. شو هالثقل هاد يازلمة
كانت جوزة حلقي عم تفرفح تحت كرسي الحجة
نسيت قلكون أنو الحجة اللي قدامي عم تصلي على كرسي ويظهر ما استحكمت بالقعدة
رجعت بالكرسي لورى وحطتو فوق رقبتي وأنا ساجدة وانخبطت فوقو متل شوال الطحين وأنا رقبتي صارت بالنص
ولا عاد أقدر طلع راسي ولا فوته, ولك ياحجة .. قومي ..داخلة على عرضك .. راسي صار متل الليمونة المعصورة على طرف المجلى
وما كانت تسمع الحجة اللي قاعدة باللوج ..وأنا على دقيقة كانو رح يعلنو وفاتي إثر حادث أليم
خبطتها بإيدي مشان تحس قام كبرت بصوت عالي أنو ياعيب الشوم على هالولاد العفاريت
يظهر فكرتني عم لعبها طميمة لأني كنت لسا تحت الكرسي
وياروح ما بعدك روح رفعت الكرسي بإيدي من كل عزمي وراحت الحجة اندجت على الأرض وانفرطت متل كيس القضامة
بعد إشعال الأنوار تبين لي أنني كنت في السينما فجميع المصليات الأكابر
يجلسن على كراسي والأحلى من هيك في منهم جايبين كراسي متل الطوافة مع سنادة للرجلين
على أساس جايين نتفرج على فلم .. لا ومشكوكين شك متل سيخ الكباب بالصفوف الأولى
وأنا بعلمي قبل الصلاة ما كان في ولا كرسي بعلمي صار الجامع كرسي إيه كرسي لاء
وكل دقيقتين بدون يزبطوا الكراسي قال يعني مو مستحكمين
وخود على هرس رجلين .. شي من على اليمين وشي من على اليسار
والأحلى من هيك كل وحدة حاطة قدامها حامل مصحف ما بتفكرها إلا مايسترو بشي جوقة
يعني الكرسي وحامل الصحف والشنتة وقنينة المي .. طبعاً للسحور حديث آخر
يعني وين بدي صلي أنا! لا وخلي عينك على كرسي اللي قدامك لا تطير رقبتك بشي سجود
ولا تفكر الرجال أنظم .. لسا عند الرجال في طراريح على الأرض متل مضافة آل عريب بالإضافة للكراسي
نداء للأخوة المصلين اللي ماعاد يعرفو يصلوا إلا على الكرسي .. ياريت ترجعو لورى
وتريحونا من العمليات الاستشهادية وقطع الرقاب كل دقيقتين وهرس أصبيع الرجلين
ـ منقول ـ