السفر المبيح للفطر هو السفر الذي تقصر الصلاة بسببه وقد قدره أهل العلم بما لايقل عن واحد وثمانين كيلو متراً.
ومن رحمة الله عز وجل بالعباد وتيسيراً عليهم جعل الصائم المسافر مخيراً بين الصيام والإفطار والدليل علي ذلك أن حمزه الاسلمي قال لرسول الله
صلي الله عليه وسلم : (يا رسول الله أجد مني قوة علي الصوم في السفر فهل علي جناح) فقال: (هي رخصة من الله تعالي فمن أخذ بها فحسن ومن احب
أن يصوب فلا جناح عليه).
وعن أبي سعد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نغزو مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر فلا يجد الصائم علي
المفطر ولا المفطر علي الصائم يرون إن وجد قدرة فصام فان ذلك حسن ويرون أن وجد ضعفاً فأفطر فان ذلك حسن.
وهذه دلالة واضحة علي أن الصوم والفطر في السفر سواء .. وهذا ما قال به الائمة الأربعة ومذهب الجمهور من الصحابة والتابعين.
لكن اختلف الفقهاء في أيهما أفضل الصوم أم الإفطار في السفر؟ فرأي الإمام أبو حنيفه ومالك والشافعي أن الصيام أفضل من الفطر لمن قوي عليه
ودليلهم علي ذلك قول الله تعالي: {وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ}.
والفطر أفضل لمن لم يقو علي الصيام انطلاقاً من قوله تعالي: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.
أما الامام أحمد بن حنبل فيري الافضل الاخذ بالرخصة لان الله تعالي يحب أن تؤتي رخصه كما تؤتي عزائمه.
وبناء علي ذلك فمن كان يشق عليه الصوم ويضره فالفطر أفضل له والا فلا. وقد قال عمر بن عبدالعزيز رضوان الله عليه بأن الافضل للمرء أيس
الأعمال فإذا كان الايسر عليه الرخصة وهي الإفطار فليأخذ به واذا كان الأيسر عليه العزيمة وهي الصيام فليأخذ بها .