وقبل الموعد المحدد للطائرة وصل " عم رضا " وصل قبل الموعد الذي ذكره الرجل والذي أخرج من حافظة نقوده مبلغا ً كبيرا ً لم يعرف عدد جنيهاته ولكنه يعرف أنه مبلغ كبير وكأنه يكافئ " عم رضا " علي قيامه بالمهمة علي أكمل وجه حتى أن الرجل لم ينتظر للخروج من السيارة ليحاسب " عم رضا " وإنما أخرج أمواله وهو مازال في السيارة جالسا ً علي المقعد الخلفي . الأمر الذي جعله لم يلاحظ أن حافظة نقوده قد وقعت منه في أسفل مقعد السيارة . و فرحت " أم محمد " بهذا المبلغ الكبير فهو أول مبلغ يدخل إلي بيتها من عمل زوجها علي هذه السيارة الجديدة وحمدت الله علي نعمته ومرت الليلة في هدوء وسعادة تملأن البيت كله .
وفي الصباح الباكر صلي " عم رضا " ركعتين شكر لله علي نعمته التي أنعم بها على أهل بيته وخرج وهو يتوكل علي الله أن يرزقه الرزق الحلال الطيب وسمي باسم الله واتجه ناحية التاكسي .
وبمجرد وقوفه أمام السيارة أحس أنه يجب أن ينظف المقاعد قبل الانطلاق ، وأخذ يبحث عن الفوطة الصفراء وإذ به يجد حافظة النقود التي وقعت من الرجل الذي ركب معه بالأمس وفي البداية احتار " عم رضا " ماذا يفعل بهذه الحافظة ؟ وتذكر أنه قرأ في الصحيفة مرة أن سائقا ً وجد مبلغا ً كبيرا ً في سيارته وسلمه إلي قسم الشرطة وحصل من صاحب المبلغ علي مكافأة كبيرة وأثناء ذلك كان قد فتح الحافظة ورأي كارت مكتوب فيه اسم " سالم المعداوي " وتحت الاسم عبارة رجل أعمال وفي الأسفل رقم تليفون فتوجه إلي عم " منصور " البقال طالبا ً منه أن يتصل بصاحب هذه الكارت وكعادة أهل الحارة سألة " عم منصور " من صاحب هذا الكارت ولماذا يتصل به " عم رضا " في ذلك الوقت المبكر وهل الأمر خيرا ً ؟ وفجأة وقد تنبه " عم رضا " أن الوقت مازال باكرا ً ففكر أن ينتظر حتى موعد صلاة الظهر وبعدها يجرب الاتصال مرة أخري حتى يتأكد من استيقاظ ووجود أحد يرد عليه عند اتصاله وحتى يهرب من فضول " عم منصور " البقال الذي وقف بجوار التليفون مهتما ً بسماع حديث " عم رضا " مع من يتصل به وعلي الرغم من العلاقة القوية التي تجمع بينه وبين " عم منصور " فلم يشأ أن يخبره بالقصة وما فيها . وبالفعل .... بدأ " عم رضا " رحلة البداية وهو يدير المذياع علي إذاعة القرآن الكريم وركب معه مجموعة من الركاب وجرت الأموال بين يديه حتى جاء موعد صلاة الظهر فأوقف التاكسي بجوار أحد المساجد ودخل ليصلي صلاته وبعد أن أدي الصلاة أتجه إلي أحدي المحلات التي تعلق لافته تعلن عن وجود تليفون وأخرج الكارت من جيبه وأدار القرص بالأرقام الموجودة علي الكارت ولكنه شعر فجأة أن قلبه ينبض بالخوف فتراجع عن الاتصال بعد سماعه لمجموعة رنات كثيرة وقرر العودة مرة أخري للاتصال فيما بعد وعاد إلي سيارته مسرعا ً وركب وهو يسأل نفسه لماذا توقف عن الاتصال ؟ وما الخوف الذي أصابه فجأة ؟ وتعجب من هذا الشعور ولكنه قرر أن يخبر زوجته في نهاية يومه عما حدث