البسام Admin
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 2378 نقاط : 63063 تاريخ الميلاد : 01/02/1978 تاريخ التسجيل : 01/08/2009 العمر : 46
| موضوع: قصة حياة ( الحلقة السابعة ) مكر ودهاء الإثنين 28 سبتمبر 2009, 10:33 pm | |
| وفي اليوم الرابع وهي عائدة من السوق سمعت صوتا ً ينادي عليها كان صاحب الصوت هو " عم منصور " فأسرعت إليه فقابلها الرجل بوجه بشوش مما جعلها تطمئن إلي ما سوف يتحدث فيه ، فدعاها الرجل للجلوس وفتح لها زجاجة مياه غازية علامة علي أن الكلام الذي سوف يقال قد يطول بعض الوقت أو أن هذا الكلام يحتاج إلي الرضا والقبول بما سوف يقال ، وبعد أن جلست اخبرها أنه يريدها لموضوع هام يهمها ويهم ابنها " محمد " وقبل أن يكمل كلامه جاءه أحد الزبائن ليشتري منه بعض الأشياء وأثناء هذه اللحظات فكرت " أم محمد " لماذا دعاها " عم منصور " إلي الجلوس ؟ وما هو الأمر الذي يريدها من أجله ؟ خاصة وأنه في عمر زوجها وقد يكون أكبر منه بعده سنوات فما هو الأمر التي يهمها ويهم أبنها ؟ وبدأت الظنون تتلاعب بعقلها ونفسها وبدأت الحيرة تشغل تفكيرها وقبل أن تزداد حيرتها كان "عم منصور " قد أنتهي من البيع للزبون التي أتاه ، واستطرد كلامه وكأنه لم يقطعه منذ قليل وطلب منها النظر إلي السيارة التي اشتراها " عم رضا " قبل وفاته بيوم واحد وأنها واقفة مكانها وهذا ليس له فائدة عندها كما أنها لا تعرف ولن تسطع أن تعمل عليها فهي امرأة علي طبيعة الحال وهذا مستحيل بالنسبة إليها ، وعرض عليها شراء السيارة لأبن أخته الذي تخرج منذ عامين ولم يجد عمل فقررت أمه أن تشتري له سيارة أجرة للعمل عليها وطلب منها أن تضع هذه النقود في البنك لأنه سيكون مبلغا ً كبيرا ً وتستطيع من خلاله أن تحصل علي عائد شهري ينفعها هي وأبنها " محمد " وترك لها حرية الرأي واتخاذ القرار ، تركته " أم محمد " وهي حائرة البال واتجهت إلي الشقة المجاورة لها لتأخذ " محمد " من عند جارتها والذي تركته عندها لحين عودتها فهذه الجارة متدينة وتعرف ربها جيدا ً فقد زارت بيت الله الحرام ثلاث مرات .وطلبت منها أن تأخذ " محمد " فإذ بالجارة تخبرها أن " محمد " راقدا ً في السرير بعد أن أشتكي من بعض الآم في بطنه مما جعل قلب " أم محمد " ينخلع منها علي أبنها فلقد أصبح بالنسبة لها هو الأب والزوج والأخ والابن وسائر الأهل الذين نستهم ونسوها من بعد زواجها " بعم رضا " وخاصة أنها لم تكن تزورهم بسبب حالتها التي كانت تعيش عليها في الحارة . صحيح أنها نشأت في الأحياء الشعبية منذ صغرها ولكنها انتقلت مع زوجها إلي مكان أخر وبعد وفاة أمها وأبيها لم تعد تعرف أحدا ً منهم كما أنها لا تتذكر إلا ابنة خالتها " فاطمة " التي كانت تلعب معها وهي صغيرة والتي انقطعت اخبراها منذ وفاة خالتها وبعد زواج " فاطمة " من جارها في السكن والتي كانت تجمع بينهما قصة حب لا تعرفها إلا " أم محمد " فقد كانت تعمل كمرسال للغرام بين الحبيبين كان هذا ما تذكرته من عائلتها ، وهكذا كان " محمد " بالنسبة لها فكيف بعد كل هذا تراه يتألم فأسرعت إلي السرير الراقد عليه وضمته إليها فوجدته ساخنا ً بعد الشئ فازدادت فزعا ً وخوفا ًعليه وحملته من فوق السرير وأسرعت إلي الشارع وهي تجري به متجه إلي خارج الحارة لتبحث عن طبيب يعالج ابنها سريعة واختفت " أم محمد " بعيدا ً عن الحارة ولكن هناك من يراقبها وينتظر هذه الفرصة لكي يدخل إلي منزلها ويعبث بأشياءها في فترة غيابها عن البيت أنها " أم محروس " التي دبرت كل شئ في الخفاء ، ففي أثناء غياب " أم محمد " في السوق اتجهت " أم محروس " إلي بيت جارة " أم محمد " وطلبت منها الاطمئنان علي " محمد " فهي لم تراه منذ يومين وقد وحشها جدا ً ثم طلبت من الجارة الطيبة كوبا ً من الشاي حتى يحلو الكلام سويا ً وبمجرد دخول الجارة إلي المطبخ إذ بـ " أم محروس " تخرج من صدرها قطعة من الكيك ملفوفة في ورقة جرائد وأعطتها " لمحمد " الصغير وطلبت منه أن يأكلها قبل أن يأتي أحد حتى لا يشاركه في أكلها أخفت الورقة التي حوت قطعة الكيك ، فقد أقسمت أن تفعل أي شئ من أجل معرفة سر الكيس البلاستيك الموضوع في دولاب " أم محمد " فقد حاولت فتح أحدي أبوابه ولكنها كانت مغلقة بالمفتاح وهذا ما أثار غضبها وجعلها تدبر هذه الحيلة من أجل التمكن من الشقة في غياب الأم والطفل حتى وإن كان علي حساب طفل صغير لا حول له ولا قوة ، كما أنها استطاعت أن تعمل نسخة من المفاتيح علي صابونة كانت تستخدمها " أم محمد " وهكذا خلا لها الجو لكي تفتش علي راحتها عما تبحث عنه واستعدت للذهاب إلي شقة " أم محمد " . | |
|